المؤلف: سعيد يقطين
تاريخ النشر : 2018
الطبعة: 1
المترجم :
ISBN : 978-9933-592-30-1
المعاجم ذات البعد الثقافي شرط لتطوير لغتنا، إذ لا يتصل المعجم الثقافي بالاستعمال اليومي لمفردات اللغة فقط بل يتصل أيضاً بالمعارف والثقافات والعلوم. من مادة اليومي إلى الجوهري تختط مواد هذا المعجم سبيلها. ففي مادة (الغربة الثقافية) يجبهنا السؤال عن علاقتنا بالعصر. والجواب هو أننا غرباء عن عصرنا، لأننا لا نطرح أسئلة حول هذه العلاقة، فترانا نحيا ثلاثة أنواع من الغربة: عن العصر، فنحن لا ننخرط فيه معرفياً، وغربة عن التراث، وغربة عن الذات، ومن هذه أننا لا نقيم علاقة مع مفكرينا المعاصرين، فمن يذكر الآن مهدي عامل أو حسين مروة أو عبد الكبير الخطيبي أو طيب تيزيني أو محمد أركون. وفي مادة (القتل الثقافي) يكتب سعيد يقطين أن أشد أنواع الموت هو موت الأحياء. ونحن نمارس ضد أحيائنا / رموزنا الثقافية التدمير والأذى، فكما لا نكرم موتانا، نحن لا نكرم أحياءنا. إنه القتل الثقافي، إنه تشويه الذاكرة الجماعية، بل محوٌ لها، عن طريق تجريح المساهمين في تشكيلها في حياتهم. هكذا يمضي هذا المعجم من المعارك الثقافية إلى الاحتباس الثقافي والموت الثقافي والتدليس الثقافي والانتماء الثقافي وثقافة الإرهاب ودمقرطة الثقافة والدنكيشوتية الثقافية والأخلاقيات الثقافية إعلاناً عن الأطروحة الأثيرة: الحداثة والعتاقة، وتعريةً لما يسميه بزمن الرقامة، حيث يسود القص واللصق، وطريقة الطمّ والرمّ في التأليف. وفي كل ذلك يتقد النزوع الإنساني لسعيد يقطين، كما يتقد نزوعه الحضاري والوطني، ويتجدد ويتألق وعده ووعيه بالمختلف والخصيب الذي نحتاجه ليس في ثقافتنا فقط، بل في حياتنا بعامة.