المؤلف: فيليب هامون
تاريخ النشر : 2013
الطبعة: 1
المترجم : سعيد بكراد
ISBN : 978-9933-477-79-0
"يعد هذا النص نصاً تأسيسياً بالمعنى المعرفي للكلمة، أي إنه يشكل في عمقه قطيعة مع مجموعة من التصورات السابقة التي تعاملت مع الشخصية كما تتعامل مع أشخاص يعيشون بين ظهرانينا. ومن هذه الزاوية، فإنه يبشر بمقاربة جديدة تضع عوالم التخييل منطلقاً أساساً لقول شيء ما عن كائنات تستمد وجودها من إفرازات الثقافة الإنسانة (العوالم الممكنة)، ولكنها لا يمكن أن تعيش إلا ضمن استيهامات المتخيل. ففي هذا النص، واستناداً إلى المنجزات التي تحققت في تلك الفترة وقبلها، طُرحت، بشمولية كبيرة، أولى محاولات التحليل السميولوجي لمقولة الشخصية (الشخصيات هي كائنات من ورق، ولذلك تقتضي، من أجل فهمها، استحضار عوالم من طبيعة غير واقعية). وفي جميع الحالات، ومهما كانت طبيعة الشخصية، ناظرة ـ رائية أو تقنية مشغولة، أو ثرثارة شارحة، أو صاحبة نظرة، أو صاحبة مشروع عمل أو صاحبة كلامٍ، فإننا نكون في جميع هذه الحالات أمام نسق صغير منسجم من الأدوار السردية، نسق يمكن اعتباره حاصلاً مباشراً ""لدفتر تحملات"" عام، وتبعاً لذلك، يكون منبثقاً من دلائلية تلفظية لا من دلائلية ملفوظية. وباعتبارها فعلاً في المقروئية، تكون الشخصية هي الخالقة لهذه المقروئية أيضا"". وهذا معناه، أن بناء الشخصية ليس حدثاً نصياً فحسب، بل هو أيضاً جزء من سيرورة إعادة بناء ذاكرة تتم داخل الموسوعة. إننا نرى بعيون الشخصيات، ونتكلم بلسانها، ونعمل بأيديها، ولكننا في جميع هذه الحالات لا نقوم سوى بتشخيص ""لمعرفة"" هي جزء من موسوعة إليها ننتمي، ومنها نستمد المعاني، وانطلاقا منها نؤول في الوقت ذاته."