هذا الكتاب

"تعود الجذور الثقافية للطلسمات والأرصاد إلى معتقدات الإنسان الدينية القديمة منذ العصور الحجرية الأولى، والتي سادت فيها فكرة العلاقة التبادلية بين الإنسان والأحياء الأخرى، ومظاهر الطبيعة بواسطة الصور والرموز ذات الإشارات المحددة. ومهما حاولنا تغييب ظاهرة الطلسمة أو نفيها، فهي في التعريف النهائي والمصطلح المتداول، تعدّ من علوم الطبيعيات الغيبية التي تعتمد أسرار الكون مبدأً لها، يستعين صاحبها بأسرار وخواص الموجودات وروحانيات الكواكب، وأوضاع الفلك المؤثرة في العناصر. وهي في النتيجة النهائية شكل من أشكال السحر لها جذورها الدينية التاريخية عند البشر منذ عصور الحياة البدائية للإنسان وحتى اليوم. لذلك لا نستغرب أن يلجأ إلى هذه الأرصاد والطلاسم الفاتح الكبير الإسكندر المقدوني عند بناء منارة الإسكندرية، وقد استخدم اليونان والرومان هذه الفكرة إبان حكمهم سورية، وبناء مدنها كحمص وحماة وحلب واللاذقية وغيرها، وعملوا في هذه المدن أرصاداً وطلاسم لحفظها من الأعداء والأذى والشرور. يبدأ هذا الكتاب بتمهيد حول المعاني اللغوية للرصد والطلسم، ثم ينتقل إلى المعاني الاصطلاحية، وفكرة الطلسم ومبدأه وعمله، ويعرض الكتاب بعد ذلك لأهم الطلاسم الغريبة والعجيبة في العالم القديم وبلاد ومدن الشام، كنماذج لتطبيقات الطلاسم بغض النظر عن حقيقتها أو عدم صحة أخبارها . "