هذا الكتاب

"من كان نزيهاً في النظام الشمولي يظل نزيهاً في النظام الديمقراطي، والعكس هو الصحيح. لقد نسبوا لأنفسهم العديد من أفعال الخير التي لم يشاركوا فيها أصلاً لا من قريب ولا من بعيد، وهم اليوم يتصدرون المسيرات، يريدون بجانبهم أولئك الأشخاص الذين لا يُشعرونهم بالخجل. أعتقد أن الموت حياة ولكن من الجهة الأخرى فقط. تماماً كما ينتشر الضوء الآن على الطرف الآخر من الأرض، في حين نحن في الجهة المعاكسة من الشمس. الموت هو الطرف المقلوب من الحياة، وإذا كان مؤكداً أن الشمس ستعود فإن الحياة ستعود أيضاً، أمر جيد أنْ لا نعرف كيف هي الحياة هناك في العتمة. *** كما لو أن القمر توقف في قبة السماء وراح يراقبهما بفضول. تبادلا قبلاً حارة، حاول معرفة ما إذا كانا سوف يمارسان الجنس. كان أحدهما يشتهي الآخر. أحسا بارتعاش جسديهما. القمر والبعوض كانا الشاهدين الوحيدين على محاولتهما الجريئة الأولى، وربما أيضاً مستشار المدينة. إذا لم يكن نائماً فلا بد أنها دون شك أجمل لحظات عاشها منذ مئتي عام. أغفت مارتا بعد ذلك بسرعة، ولكن يوزيف ظل صاحياً وراح يراقب السماء. "