المؤلف: خوسيه ميغيل باراس
تاريخ النشر : 2015
الطبعة:
المترجم : صالح علماني
ISBN : 978-9933-477-48-6
"«إياك أن تظن أني مازلتُ» (وكانت على وشك الاستسلام لنوبة ضحك أخرى، لكنها ندمت وهي فـي منتصف الطريق، وانهمكت بدل ذلك فـي عطاس جامح، ثم تمكنت بعده من مواصلة كلامها) «لا، بالطبع لا. ولكن إحدانا قادرة، أجل؟ قادرة على تقديم النصح. فتيات هذه الأيام يفتقرن إلى الخبث. وهناك أيضاً مسألة الثقافة. لست أعني أنها ليست أكثر الآن. فهذا لا شك فـيه. بل هناك ما يشبه الإفراط. فالدراسة الآن أكثر بكثير. أهناك طفلة لا تقضي فـي المدرسة عشر سنوات؟ أما من قبل بالمقابل... ولكن هناك أموراً أخرى لا يجري تعلمها اليوم. فـي السابق كانت تُلتقط من الهواء، من الشارع. فمنذ بلوغ الفتاة سن السابعة عشرة، كانت تعرف ما الذي تريده، وكيف تحصل عليه. الشبيبة الريفـية تكتسب المهارة بسرعة. (قالت هذا بحنين). اليوم تسود براءة عجيبة، تثير الارتباك. أضف إلى ذلك مشكلة اللغات الأجنبية. فعلى الرغم من التحولات الكثيرة، إلا أن الأمور ليست كما يجب أن تكون عليه حقاً. فالأمر المضمون إذاً، ولنقل الأكثر جدوى، هو البحث عن الأجنبي. هناك كثيرون منهم، لم يسبق قط أن وجدت مثل هذه الأعداد من الأجانب، ومثل هذا التنوع فـي براغ. ولكن التواصل بالنسبة لفتيات هذه الأيام ليس سهلاً. فـي المدرسة يتعلمن الروسية، ولغات أخرى بصورة أقل. لا بد من savoir faire، هل تفهمني؟ من الضروري know-how». بدأتُ أفهم وقلت لها: «وهنا يأتي دوركِ أنت، بتجربتك الغنية...». لم تقل نعم ولم تقل لا، لكنها بدت راضية. كانت تتحدث عن فتياتها مثلما تتحدث معلمة عن تلميذاتها. تشفق على أخطائهن. «أخطاء، أجل بالطبع، ليس هناك من لا يخطئ. حتى وأنا فـي هذه السن، بالرغم من كل التغيرات، يمكن لي أن أسيئ الاختيار. تظن إحدانا أنها قد اكتشفت أميراً عربياً، ربما مالك آبار نفط، ويتبين لها أنه مزارع بلغاري راتبه بالكرونات، أدنى من راتب سائق جرار»."