المؤلف: إبراهيم محمود
تاريخ النشر : 2017
الطبعة: 1
المترجم :
ISBN : 978-9933-523-71-8
"إن الفلسفة في أصلها امرأة، وهي حواء متجددة. والفيلسوف إذ يضحك فإنما يفعل استجابة لبذرة حوائية. والفلسفة نفسها تغدو باعثة على الضحك لأنها هي الرحم الأكثر خصوبة.أما الضحك فهو أبدي، وهو النفس العميقة للغة كما هو إقصاء للموت وتتويج حياة، والضحك هو ما يضعنا في قلب الوجود إذ ينزع أقنعتنا، كما أنه في بنيته وجوهره طاقة وجود على مستوى كامل الوجود، وولادة لوجود غير مسبوق، إنه سياسة جسدية، وعلاقة حيوية، وسلطة قائمة بين المرء ونفسه. وتعميم الضحك على كل شيء هو تحرير له. وفي الضحك تأميم لمشاعية الإبداع ولنشاط الذهن، وفيه يلاحظ البشر بشريتهم ومدى قصورهم، وينتبهون إلى اختلافاتهم. فأن نضحك يعني أن نلغي اللغة، ونزيح الكوابيس والمفارقات المقوعدة لنأتي بكتابة جديدة وثقافة تسمح برؤية ما لم يُر بعد.يشد هذا النظر للضحك أزره بما سبق إليه فلسفياً وأبدع فيه آخرون، وهذا الكتاب معني بالضحك الذي يتخلله الثقافي العميق، وليس الضحك بمفهومه الفيزيولوجي والطفلي، فما يضحك ليس الكركرة، بل ما يفجر معرفة، ليكون الضحك فاتحة كل حداثة ممكنة، نابهاً وموحياً وتليداً وريادياً دوماً، وليس ضحكاً استهلاكياً."