عرض
X










تاريخ اليزيدية

المؤلف: محمد ناصر الصديقي

تاريخ النشر : 2015

الطبعة: 1

المترجم :

ISBN :

هذا الكتاب

"يعد كتاب تاريخ اليزيدية للباحث التونسي الناصر صديقي نقلة في البحث الإناسي، فبصدور طبعته الأولى سنة 2008 عن دار الحوار في اللاذقية، وفي انتظار طبعته الثانية، سيتقدّم البحث العلمي العربي في الدّراسات الإناسية الأنتروبولوجية خطوة متقدّمة ومتميّزة حقاً، وليعن الله من يطرق باباً كهذا بعد الصدّيقي، لما في هذا العمل من جهد وصبر وجلد وتنقيب في مئات المراجع العربية والأجنبية، وزيارات ميدانية تكلّف مزيداً من الوقت والجهد والمال، وكذلك لما تحلى به الباحث من مهنية وموضوعية ورؤية سبّارة تجيد التقاط المعلومة، وتحسن توظيفها في خدمة البحث، خاصة في ميدان شائك وعسير كهذا، لكثرة ما فيه من عقبات موضوعية يصعب أن يتخطاها إلا باحث حصيف فطن مسلّح بالمعرفة وموهبة التواصل الاجتماعي وحب الاستكشاف والقدرة على سبر طبقات التاريخ وتتبع جذور الأفكار والمعتقدات، وما يطرأ عليها من تحولات وتفاعلات مع المؤثرات المختلفة قديمها وجديدها عبر الأزمنة. ويكفي لمعرفة قدر الجهد المبذول أن الباحث رجع إلى أكثر من 470 مصدراً ومرجعاً بالعربية والأجنبية، ومع ذلك لا يكتفي إلا بالتثبت الميداني فيقول: ""وما يتوفر من المراجع الموجودة لا يكفي لتكوين فكرة سليمة عن اليزيدية مما دفعنا إلى خوض غمار السفر وزيارة بعض مناطق اليزيدية في بلاد الشام بغية الإطلاع الميداني، على بعض الحقائق والاستفادة مما حوته بعض المكتبات من كتب تطرق الموضوع من قريب أو بعيد"".وإمعاناً في التقصي يمد الصلة مع الجهات التي يمكن أن تزوده ببعض الوثائق، يقول: ""واقتضانا هاجس تعميق البحث أن نربط الصلة ببعض الجامعات والمكتبات الأجنبية في أمريكا وألمانيا ودول الخليج مما خوّل لنا الاستفادة من كتابات قديمة حول اليزيدية"".هذا الكتاب آخر ما كتب عن اليزيدية وأشمله وأوسعه تقصياً، وأعمقه بحثاً في طبقات التاريخ، وغوصاً في أغوار العقائد المنتشرة في المنطقة، وتتبعاً لتطوراتها، ومؤثراتها المتبادلة عبر آلاف السنين، وملاحظة استمرارها في التراث الشعبي عبر العادات والتقاليد والمعتقدات والاحتفالات الشعبية، التي ساهمت في بقاء كثير من الأفكار والطقوس والرموز والاحتفالات.. حيّة في الذاكرة الشعبية ومتداولة في الحياة اليومية، وقد وجد المتصوفة فيها ذخيرة غنية يستمدون منها ما يشبع ميولهم إلى الشطح والتهويم والانفلات من حدود الدين التقليدي الرسمي المتمسك بالظاهر، ولعبت كلّها مجتمعة دورها في تشكّل العقيدة اليزيدية.وختاماً فإن هذا الكتاب المرجعي لا يمكن أن يستغني عنه باحث في التاريخ والأديان والاجتماع والتراث الشعبي، وبخاصة في ميادين العادات والتقاليد والمعتقدات بما فيها من طقوس، ورموز، واحتفالات، وآداب، فنحن أمام إضافة مميزة في البحث الإناسي."