المؤلف: جيلبر ريست
تاريخ النشر : 2016
الطبعة: 1
المترجم : عدنان محمد
ISBN : 978-9933-523-59-6
"كلمة غلاف التنميةكتابة تاريخ ""التنمية""-وتاريخِ معتقدٍ غربي- تُخفي فخّاً. فهذا التاريخ يتوالى فصولاً من طبعةٍ إلى أخرى (الأمر الذي لا يعني بالضرورة أنه يتقدّم) ويدفع المؤلّفَ إلى إكمال سرده.إن افتراض استحالة تحقّق نموٍّ لانهائيٍّ في عالمٍ منتهٍ أمرٌ فيه كثيرٌ من صفاء النيّة الفطري. ومع ذلك، فإن السياسات الاقتصادية كلّها تنادي بعكس ذلك. لماذا يمّحي العقل أمام المعتَقَد، في عالمٍ يتباهى بالعقلانية؟ بكل بساطة، لأن الاقتصاد نجح بالقوة في أن يجعل من نفسه ""عِلْماً"" عقلانياً، بينما هو يرتكز على سلسلةٍ من الفرضيات المسبقة présupposés التي لا يمكن التحقّق منها أحياناً، والخاطئة أحياناً أخرى. منذ ذلك الحين والخداع يفعل فعلَه بصورة ممتازة: فنحن نتخيّل أننا نقود السياسات الاقتصادية تبعاً لمبادئ علمية دون أن ندرك أنها تشكّل اعتقاداً مموَّهاً. فكيف لا تُفضَّل يوتوبيا عالمِ وفرةٍ متناميةٍ باستمرار، على واقعِ كوكبٍ ثرواتُه آيلة إلى النفاد؟ ولاسيّما إذا تنكّرت هذه اليوتوبيا بثوبٍ يُعتقد أنه علمي!سيأتي يوم يُفضَح فيه الخداع. بل إن بعضهم بدؤوا فضحَهُ بالفعل، حين نادوا بالاعتراض على النمو أو على ""الوفرة المتقشّفة"". وتوسّعت حركتهم، حتى وإن لم تُدعَم من الأكثرية المُهتمّة، بكل تأكيد، بمشاغلها (الواقعية) المباشرة، أكثر من اهتمامها بمستقبل أبنائها وأحفادها. ويبقى أن التغيّرات المناخية، ونفاد الثروات، تفرض نفسها بطريقة أسرع مما يُعتقَد، الأمر الذي يدعو إلى إعادة النظر في البناء الهش المرتكز على وعودٍ بـ""التنمية""... وبـ""العلم"" الاقتصادي."