المؤلف: محمد الباردي
تاريخ النشر : 2015
الطبعة: 1
المترجم :
ISBN : 978-9933-477-75-2
المشهد الإبداعي في الحداثة الأوروبية على هذا النّحو "لنستعد هنا تيمة سبق طرحها, ولنلحّ عبرها على المسيرة المدهشة للكتّاب والروائيين وكتاب المسرح المعاصرين, فهم يبدؤون عادة بالنّقض وهم لا يستطيعون أن يبدؤوا إلّا بالنّقض، المسرح الضدّ والمسرحيّة المضادة، الأدب الضدّ والرّواية الضدّ والشّعر الضدّ، تراهم هكذا يتطوّعون بإيصال الفنّ إلى تفككه وهم يغذّون السّير في البدء في الوجهة الّتي تقود إلى إتلافه..ل كن سرعان ما يأتي النّجاح ومعه التّقدّم في السنّ".هكذا تأسّست جماليّة الانقطاع واللّاتواصل على أنقاض السّنن وعلى أسس البحث عن الجدّة والتّغيير، وبظهوره طرحت إشكاليّة الحداثة الأدبية والفنّية، وأهمّها أنّ الحداثة باعتبارها حركةَ رفضٍ للموروث والثابت لم تستطع أن تجيب عن كلّ الأسئلة الإبداعيّة الّتي طرحتها على نفسها، باعتبارها تكراراً لإشارات الانقطاع، وقعت في خندق النّمذجة والأمثلة المتشابهة. ولذلك سيجد أنصار ما بعد الحداثة في ذلك مدخلاً لنقد أيضا إنجازات الحداثة ونقضها وقد يكون من نافل القول أيضاً أن نقول إنّ الحداثة العربيّة نشأت في ظلّ الحداثة الأوروبيّة، تبنّت مقولاتها وإن لم تستطع دائماً أن تحقّق إنجازاتها.