هذا الكتاب

"في واحد من الحوارات التي يضمها هذا الكتاب، يقول الروائي والناقد نبيل سليمان مجيباً على سؤالٍ للكاتب الجزائري عبد الرزاق بوكبة:«ربما كان الاعتداء الجسدي عليّ وساماً. وربما كان منع بعض رواياتي وكتبي هنا أو هناك في دنيا العروبة، وساماً. لكنني لا أبحث عن الأوسمة، ولا أتباهى بها. بل إنني أروم حياة بلا اعتداء، وأروم ألا تمنع لي رواية في أي مكان. أروم أن أحيا حياة هانئة، وأن تُقرأ رواياتي. ولكن ذلك لن يكون قطّ على حساب آرائي ومبادئي، وأولها أو أبسطها هتك العورة عن المسكوت عنه، أينما كان وكيفما كان».وفي حوار آخر يوجه الكاتب المصري عزت القمحاوي لنبيل سليمان هذا السؤال: «إذا اتفقت معي على أن التاريخ هو الحياة في حدها الأدنى، والشعر هو الحياة في حدها الأقصى، يصبح من حقي أن أسألك: كيف توفق بين النقيضين؟ وهل يمكن أن نعرف روايتك بأنها تأمل شعري للتاريخ؟».على هذا النحو تنهض (مجالس) هذا الكتاب بالمطارحات التي لا تفتأ الأسئلة تتولد فيها، كالأجوبة، مجبولة من حياة نبيل سليمان الشخصية والإبداعية، مما هو مشترك ومما هو خلافي بين طرفي الحوار، من كل ما يمور في الأعماق أو يتفجر في فضاء هذا الشطر المبكر من القرن الحادي والعشرين."