هذا الكتاب

"إنني أثق بأن قارئ هذا الكتاب سيصغي إليَّ إن رجوته أن يعتبره ـ إذا ثابرـ محاولة جادة من قِبلي لتكوين تصور فكري لحقل تجربة جديد وغير مستكشف حتى الآن. إنه لا يعنى بمنظومة فكر ذكية، بل بصياغة تجارب نفسية معقدة لم تكن بعد موضوعاً للدراسة العلمية. بما أن النفس [البشرية] هي معطى datum لا عقلاني ولا يمكن، وفقاً لصورتنا القديمة، مساواتها بعقل شبه إلهي، فينبغي ألا يفاجئنا إذا صادفنا، في أثناء التجربة السايكولوجية، تواتراً شديداً، وسيرورات وحدوثات تعاكس توقعاتنا، ولذلك يرفضها الموقف العقلاني لعقلنا الواعي. هذا الموقف ليس ماهراً جداً على نحو طبيعي في الرصد السايكولوجي لأنه في أعلى درجة من اللاعلمية. إذ يجب علينا ألا نحاول إخبار الطبيعة بما عليها أن تفعله إذا أردنا أن نرصد عملياتها دون تشويش. سيجد القارئ تطويراً للفصل الأخير، [مع الإحالة إلى مفهوم الذات self ]، في تعليقي على كتاب سر الزهرة الذهبية، الذي أصدرته بالتعاون مع صديقي ريشارد ڤيلهلم. لم أكن أرغب في حذف الإحالة إلى هذا الكتاب المنشور، لأن الفلسفة الشرقية قد عُنيت بهذه السيرورات النفسية الداخلية على مدى مئات السنوات، ولذلك فهي ذات قيمة لا تقدر بثمن في البحث السايكولوجي، وذلك في ضوء الحاجة إلى مادة مقارنة. ك. غ. يونغ يدرس يونغ في هذا الكتاب التفرّد وتأثيرات اللاوعي في الوعي. ومن أجل ذلك بحث فيما بين اللاوعي الفردي واللاوعي الجماعي، وفي نتائج تمثل اللاوعي، والعنصر المكوّن للنفس الجماعية، ومحاولة استخراج وتحرير الفردية من النفس الجماعية. كما بحث في وظيفة اللاوعي وفي تقنيات وتمايز الأنا عن صور اللاوعي... ولأن الفلسفة الشرقية تهتم بالصيرورات الضمن نفسية منذ قرون، فإن المؤلف يقترح متابعة دراسته لشخصية (المانا) في هذا الكتاب عبر كتابه الآخر (سرّ الزهرة الذهبية) الذي ألّفه بالاشتراك مع ريتشارد ويلهلم. وقد أصدرت الدار ليونغ أيضاً كتبه التالية: • زارادشت – نيتشه: مخلّص العصر الحديث • زارادشت – نيتشه: أسفار الخير والشر • النماذج البدئية واللاوعي الجمعي • جدلية الأنا واللاوعي • الإنسان الحديث في البحث عن الروح"