المؤلف: ايريش فروم
تاريخ النشر : 2022
الطبعة: 2
المترجم : ناصر ناصر
ISBN : 978-9933-477 -58-5
"يمكن للمرء أن يفهم بشكل تامّ الفرق في المهمّات والواجبات فيما بين علم النّفس الحديث وعلم النّفس ما قبل الحديث، عندما يرى مدى التغّيير الذي حدث لثقافة ولأهداف المجتمع. من المؤكد أنّ الناس، في اليونان القديم، أو في القرون الوسطى لم يكونوا أحسن حالاً ممّا نحن فيه اليوم، بل ربما كانوا، حتى ""أسوأ"" في أوضاعهم اليومية، لكن حياتهم كانت فعلاً خاضعة لفكرة محددة، هذا يعني أن الحياة لا تستحق أن تعاش، فقط من أجل تأمين رغيف الخبز اليومي، الحياة يجب أن يكون لها هدف أسمى. الحياة يجب أن تساعد على تفجير الطّاقات لدى الإنسان، ومن هذا المنطلق تكون رسالة علم النفس. لكن الإنسان المعاصر يرى الأمر بشكل آخر، فهو ليس مهتماً كثيراً بأن يكون أفضل مما هو عليه الآن. بل هو مهتم بأن يملك أكثر: مركزاً أكبر، مالاً أكثر، قوة أكبر... لقد بات الناس في أكثر البلدان تطوّراً في العالم وفي أكثرها غنىً، يشكّون بشكل أكبر، وتدريجيّاً، فيما إذا كان تحقيق تلك الأهداف يجعلهم فعلاً سعداء، لكن هذا ليس هو السؤال هنا. "