عرض
X










أيديولوجية السلطة

المؤلف: نبيل سليمان

تاريخ النشر : 2009

الطبعة: 3

المترجم :

ISBN :

هذا الكتاب

"عام 1978 صدرت الطبعة الأولى لهذا الكتاب تحت عنوان (النسوية في الكتاب المدرسي السوري). خلال هذه الفترة تركت العمل في التدريس، وأوقفت كتابتي على النقد والرواية، طاوياً ما كنت أعتزمه لمتابعة خطوة هذا الكتاب، سواء بدراسة مسألته نفسها في كتب التربية الدينية ـ كما أشرت في مقدمة الطبعة الأولى ـ أو ما اجتمع لي عن الكتاب المدرسي العربي. إنه اجتماع المشروعات والطموحات والجهد الفردي المحدود على فسحة العمر المحدودة. لقد غمرتني الفرحة حين ظهر الكتاب أول مرة، على الرغم من الخشية المستكنة من مغامرته. كنت مهموماً بأن ينطلق حديث الكتاب المدرسي ـ السوري والعربي عامة ـ خارج حدوده التقنية، كما هو مألوف وغالب جداً حتى اليوم. لكن الحزن أخذ يناوش تلك الفرحة، سنة بعد أخرى، لأن الحديث لم يتواصل إلا فيما ندر. لماذا إعادة طبع الكتاب إذن؟ إنني أدرك أن دائرة قرائه وأمثاله محدودة، كذلك الاهتمام به. وقد لا يكون الأمر أفضل في الأفق المنظور. ولكنني أحاول على أية حال أن لا يغدو، سريعاً، أثراً متقادماً على الرفوف. وقبل ذلك، وبعده، يدفعني إلى إعادة طبعه: الإصرار على إطلاق الحديث الإيديولوجي في الكتاب المدرسي العربي. إنها الدعوة من جديد إلى إيلاء الخطاب الإيديولوجي للكتاب المدرسي بعض عناية الباحثين والمفكرين داخل وخارج المؤسسات التربوية والسياسية والعلمية. لقد تواترت التعديلات خلال السنوات الفائتة على المادة التي اشتغل عليها هذا الكتاب. وإذا كان ذلك يحدد من طموحه في التأثير المباشر، فإنه بالمقابل يوفِّر الفرصة للتركيز على منهجه واستنتاجاته، على جوهر خطابه، وتبديل عنوانه في هذه الطبعة إنما يتوخَّى ذلك، فهذا الكتاب هو أولاً وأخيراً محاولة فردية محدودة ومتواضعة في كشف الإيديولوجية السائدة. ولعله من المهم أن أضيف هنا ـ باعتبار الزاوية النسوية التي اختارها الكتاب ـ أنه معني جداً بالسلطان الاجتماعي. وأود من أجل ذلك أن أستعين بما ذكره (جوران ثربرون) حين خاض في مسألة التحديد المادي للإيديولوجية وبنية المنظومات الإيديولوجية، إذ قال: ""كل الإيديولوجيات (في المجتمعات الطبقية) موجودة في أشكال تمفصل تاريخية مع طبقات مختلفة وإيديولوجيات طبقية مختلفة. هذا يعني أن أشكال الفردية، الذكورة والأنوثة، الأخلاق الزمنية، الموقعية الجغرافية والإثنية، النزعة القومية، مربوطة مع ومعتلّة بـ أنماط وجود طبقي مختلفة وموصولة ومعتلَّة بإيديولوجيات طبقية مختلفة، وفق هذه القضية يجب أن نفهم شوفينية الذكورة مثلاً ـ وأن نكافحها من منظور غير جنسي ـ في روابطها مع أنماط وجود طبقي مختلفة وممارسات طبقية وخطابات إيديولوجية طبقية مختلفة. لكن هذا لا يستتبع أن شوفينية الذكورة هي إيديولوجية وممارسة أعضاء طبقة واحدة فقط""(1) اللاذقية 1988 "